خطابُ مَصَّاصِ دماءٍ يتلظَّى في قاعِ حضيضٍ جحيمِيٍّ بلا قاعْ!
ما خطاب مجرم الحرب، المعادي للإنسانية، بنيامين نتنياهو، أمام الكونجرس الأمريكي بمجلسيه: النواب، والشيوخ، والترحيب الاحتفالي الاحتفائي المصطنع
ما خطاب مجرم الحرب، المعادي للإنسانية، بنيامين نتنياهو، أمام الكونجرس الأمريكي بمجلسيه: النواب، والشيوخ، والترحيب الاحتفالي الاحتفائي المصطنع على نحو منقطع النظير به، إلا أصدقَ تعبيرٍ وأوضحَهُ عن الاستراتيجية الاستعمارية العنصرية التوحشية، وعن الرؤية الاستبدادية الظلامية الرأسمالية الاستئثارية الاستغلاليَّة، اللَّتين يتبنَّاهما، ويِعمم وجودهما، التحالف الغربي الصهيوني الرأسمالي الاستعماري الإجرامي المتوحش الذي يُجسدُ ثالوث: الهمجية المطلقة، والشر المطلق، والتوحش البشري المطلق، في مواجهة الحضارة الإنسانية، والخير الإنساني، والإنسانية الجوهرية الذَّاهبة، حتماً، صوب إدراك نهوض عظيم يُؤكدُ وجودها، ويُجَلِّي إصرارها على مواجهة هذا التحالف الهمجي التوحشي المعادي للإنسانية، والانتصار النهائي الحاسم عليه.
وما من مصير لهذا التحالف العنصري، الغربي الرأسمالي الأوروأمريكي التوحشي، إلا الأفول والزوال. وهذا هو ما يُمْكِنُ لكل عينٍ يقظةٍ أنْ تشهده، ولكل عقل متبصرٍ أن يدركه، إن تتبعَا، بدقة بصريَّة تحليليةً تبصُّرية، المسرحية المَسْخرة المشحوذة بالخداع والتضليل الصهيونيين بامتياز، والمُقنَّعة بتراجيديا صهيونية مفتعلة وكاذبة تماماً، وبتلقٍّ رسميٍّ أمريكي ينم عن ضحالة فكرية، وغيبة وعي، وانعدام معرفةٍ، وتعطيل عقل، أو عن تواطؤ إجراميٍّ، من قبل عدد غير قليل من أعضاء مجلسي الكونجرس من نواب وشيوخ، أو عن كل ذلك في تلازم صميميٍّ، وبلا انفصال من أي لون.
هذه، إذن، هي "المسخرة" التي شاهدها العالم بأسره يوم امس، والتي أراد الديماغوجي الفاشي الصهيوني العنصري الكذوب "بنيامين نتنياهو" أن يجعل من نفسه بطلاً لها؛ فإذا به هو نفسه بطلها، وهو نفسه إيَّاها، إذْ أظهرته "مَسْخَرةً"، وهُزْءَاً"، "وكائناً هشَّاً"، "وضيعاً" و"مُجرمَ حربٍ منحطاً عديمَ الإنسانية"، وإذْ جَلَّت، على عيون الأشهادِ، وفي وعي الملأ الكوني، حقيقته التَّوحشية الغاشمة، وكشفت، بجلاءٍ ساطعٍ، حقيقة الثالوث التَّوحُّشي الذي ينتمي، وكيانه الصهيوني الاستعماري المصطنع المُسمَّى "دولة إسرائيل"، وتحالفه الصهيوني الرأسمالي الغربي الإجرامي المعادي للإنسانية، وذيوله وزبائنه، وأتباعه المأجورين من العرب وغير العرب، إليه، وإذْ أظهرت، بيقين لا لُبْسَ فيه، شروع هذا التحالف في الـخطو المتسارع صوب الإمعانِ في الخطو في دياميس توحشٍ همجيٍّ غير مسبوق سيأخذهُ صوب هوَّة هاويته التي بلغها مع بلوغ أمريكا وإسرائيل، في حربهما العدوانية الإبادية التدميرية المشتركة ضد قطاع غزة وكل فلسطين، إلى حضيض قاعِ توحشٍ بشري إجرامي بلا قاع، ولا قرار.
وما قاعُ هذا الخضيضِ المنزوع القعر والقرار إلا قاعاً جحيميَّاً لم يكن لخطابِ مجرم الحرب، مصاص الدَّم البشريِّ، الصهيوني المعادي للسامية، وللإنسانية بأسرها، أن ينتمي إلى قاعٍ سعيريٍّ سواه؛ أي ما كان لهذا الخطاب العنصري الفاشي التوحشي المُعادي للإنسانية أنْ يُوجدَ، وما كان لكاتبه وناطقة أن يُسَْتقْبلَ بالحفاوة البروتوكوليَّة المدفوعة الثمن من قبل اللُّوبي الصهيوني على نحوٍ مسبقٍ، لولا انتماؤهما معاً إلى ذلك القاع الجحيميِّ الجهنَّميِّ الهمجيِّ الذي ينتمي وخطابه إليه بصحبة كل أولئك المأفونين الذين اسُتقبلوهما في الكونجرس الأمريكي بتلك الحفاوة الاستعراضية الاستفزازية العنصرية الوضيعة التي لم يكن لها أن تحدث على النحو الاصطناعيِّ الذي شاهده العالم بأسره، لولا وصولُ أمريكا وإسرائيل وحلفائهما الغربيين، وأعوانهما المأجورين، وذيولهما من العرب، وغير العرب، إلى ذلك الحضيض من الانحطاط، والوضاعة، ومعاداة الإنسانية الموسومة بمعاداة شعب فلسطين عبر سرقة أرضه وسلبه جميع حقوقه إلى حدِّ إنكار وجوده، وذلك على غرار ما كان المجرمون الاستعماريون الاحتلاليون الإحلاليون (الاستيطانيون) الأنجلوسكسونيون المتوحشون، وغيرهم من المستعمرين الأوروبيين، قد أقدموا على اقترافه من جرائم بحق أوطان وشعوب من أسماهم كريستوفر كولومبس بـ "الهنود الحمر"؛ الذين هم سكان أمريكا الأصليين، وبناة حضاراتها، وأصحابها، ومبدعو لغاتها وثقافاتها، وصناع تاريخها، قبل ما يربو على عشر ألْفِيَّات من قدوم هؤلاء الغزاة المستعمرين إليها!