خاطرة .. مع السلامة يما يا ايوب

صباح الصبر والإيمان والرضى يا ام أيوب ، لن تفهم الأمم ولن يفهم العالم جوهر ما بحت به وانت تودعين أيوب الشهيد ، كلماتك لا تفارقني وانت تودعين الشهيد أيوب

خاطرة .. مع السلامة يما يا ايوب

صباح الصبر والإيمان والرضى يا ام أيوب ، لن تفهم الأمم ولن يفهم العالم جوهر ما بحت به وانت تودعين أيوب الشهيد ، كلماتك لا تفارقني وانت تودعين الشهيد أيوب ( مع السلامة يما يا أيوب ، ما تزعل يما ، انت شهيد ، سلملي على خالك مصطفى ، وسلملي على الرسول ) هل يفهم الساسة هذه الكلمات ، وهل يتمثلون هذه المشاعر وهذه الثقافة . هذا الوداع الأكثر دهشة في التاريخ ، يلخص صبر شعب ، وإيمان حاضنة ، هذا الملاذ من الوجع والثكل ليس استسلاما ، بل هو تسليم بقضاء الله ، هو بلسم الصبر والاحتساب ، لقد سمعك أيوب ، وسلم الأمانة لخاله مصطفى ، بالتأكيد وصل سلامك للرسول ، ارتاح أيوب مع خاله مصطفى وفي حضرة المصطفى ، حشود الشهداء تستقبل أيوب ، وكل أطفال غزة الذين قتلهم العالم بصمته وعجزه .

يا ام أيوب ، لا يفهم ما تشعرين به إلا أيوب نفسه ، إن كان قضى شهيدا ، وفرح بلقاء ربه ورسوله وخاله مصطفى ، فإن في داخله غصة انه تركك موجوعة مقهورة ، لا تجدين من ينصرك في هذا العالم ويعجل بثأرك ، ويمسح على قلبك الموجوع ، ويبرد من قهرك ونيران ألمك. 

يا ام أيوب نحن لا نحب الموت ولا نجمله ، نحن نقبس من ثقافتنا ما يخفف الألم ويرمم الروح ، يوجعنا الفراق والشهادة والظلم ، ولكننا نعلم ان هناك موازين أخرى غير موازين هذا العالم الظالم ، وغير موازين مجلس الأمن ، والعدالة البطيئة للمحاكم الدولية . موازين رب الناس ورب أمريكا ورب الكراسي ومن لا يتمثلون ولا يستحضرون رب الكراسي عندما يقتل أيوب والآلاف من أقران أيوب . 

دم أيوب يلعن هذا العالم الظالم الذي لم يتحرك الا لنصرة القتلة .

نحن لا نجمل الموت ولكنه يجملنا ، ويرتقي بإنسانيتنا عندما نسلم أطفالنا إليه ، وهم ذاهبون للقاء من سبقوهم من الشهداء ، نغني للموت لنتصبر ، ولنتجاوز محطات الألم ولنرتقي فوق الجراح التي يمعن في نكئها هذا العالم الظالم .

أبشري يا أم أيوب ، فأيوب ينتصر ، وأنت اول الشاهدين على نصره .

قولي لهم يا أم أيوب ، نحن أمة نفوز في الموت ونفوز في الحياة ، وانتم خاسرون في كل الأحوال .

د. أحمد عرفات الضاوي .