فنان مصري يعيد وسام "جوته" لألمانيا احتجاجاً على دعمها لـ"إسرائيل
تنازل الفنان التشكيلي المصري الشهير، محمد عبلة، فعلياً عن وسام جوته الألماني الشهير الذي منحته إياه برلين عام 2022، احتجاجاً على دعمها لـ"إسرائيل" في الحرب المستمرة في قطاع غزة لأكثر من 6 أشهر.
تنازل الفنان التشكيلي المصري الشهير، محمد عبلة، فعلياً عن وسام جوته الألماني الشهير الذي منحته إياه برلين عام 2022، احتجاجاً على دعمها لـ"إسرائيل" في الحرب المستمرة في قطاع غزة لأكثر من 6 أشهر.
وقال عبله في تصريح للأناضول، الاثنين: "حصلت على وسام جوته، وهو أعلى وسام تمنحه ألمانيا للمثقفين والفنانين والمبدعين من خارج ألمانيا، وكنت أول فنان عربي يحصل على هذا الوسام".
وميدالية "جوته" أو وسام جوته هي جائزة ألمانية دولية سنوية يمنحها معهد جوته الألماني للأشخاص الذين قاموا بخدمة الثقافة الدولية بشكل متميز.
أنشئ الوسام من قبل اللجنة التنفيذية لمعهد جوته في 1954 وجرى الاعتراف به كوسام رسمي في ألمانيا عام 1975.
وأضاف عبلة: "تابعت الموقف الألماني في الصراع في غزة، وأحزنني جداً، لم تحرك المظاهرات في ألمانيا ضمير الحكومة لتعديل مواقفها، خاصة وأن برلين هي ثاني أكبر مورد للسلاح في إسرائيل ودعمتها منذ بداية الحرب في غزة، وقالت إنها ستقف بجوارها".
وأكمل الفنان التشكيلي المصري حديثه للأناضول قائلاً: "هذا الموقف الألماني استشعرت أنه يتنافى تماماً مع مبادئ الوسام، فهذا الوسام يعبر عن المساواة والعدل والعمل على توطيد العلاقات بين البشر وتعزيز القيم الإنسانية".
وأوضح عبلة أن "الحكومة الألمانية تقول بهذا الموقف إنها لا تعتبر الفلسطينيين بشرا ولا يستحقون أن يدفعوا عن أنفسهم ومن أجل حريتهم فاستشعرت بأن هناك تناقضا".
وأضاف: "قررت وقتها أن أعيد الوسام، حتى على الأقل أنبه الحكومة الألمانية أن موقفها متناقض فمن أين تتحدث عن الإنسانية وفي الوقت ذاته تعطون إسرائيل سلاحا تقتل به الانسانية".
وأشار إلى أنه قام بإعادة الوسام الألماني إلى سفارة برلين في مصر الأسبوع الماضي، وأن الخارجية الألمانية تواصلت معه بشأن هذا الأمر.
وأبلغ عبلة الجانب الألماني، بـ"بإصراره على إرجاع الوسام، وتوضيح سبب إرجاعه، وتم ذلك بالفعل".
وأكد عبلة على أهمية أن يتخذ الفنانون والمثقفون والمبدعون موقفا يعبر عن الاستياء والرفض لما يحدث من "إسرائيل" في غزة.
وأشار إلى أن ما تقوم به "إسرائيل" في غزة "يعود إلى عدم وجود رفض قوي ضدها".
والفنان محمد عبلة، من مواليد عام 1953 حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الرسم جامعة الإسكندرية (حكومية/شمال) 1977، وحصل على عدة جوائز أحدثها الجائزة الشرفية في "ترينالي" مصر الدولي الثالث لفن الغرافيك 1999، ومن أهم أعماله الفنية نصب تمثال سيزيف بألمانيا (1994م).
وأسس عبلة مركز الفيوم للفنون عام 2006 في قرية تونس التابعة لمحافظة الفيوم وسط مصر، والذي يضم متحف للكاريكاتير، ويعد ذلك أول متحف للكاريكاتير في "الشرق الأوسط"، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية (حكومية)، ويضم تراثًا فنيًا لأعمال 55 فنانا، ونحو 500 عمل إبداعي.
وتتزامن تصريحات عبلة اليوم، مع بدء محكمة العدل الدولية، الاثنين، جلسة الاستماع الأولى في اتهام ألمانيا بـ"تسهيل ارتكاب إبادة" بحق الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 6 أشهر.
ووفق ما نشرته صفحة المحكمة، عبر منصة "إكس"، افتتحت نيكاراغوا المرافعة الشفهية بشأن طلبها إصدار "تدابير مؤقتة" ضد ألمانيا في الدعوى المقدمة في الأول من مارس/ آذار الماضي.
وتعرض نيكاراغوا الدعوى الواقعة في 43 صفحة، الاثنين، بينما سترد ألمانيا على الاتهامات أمام المحكمة، في جلسة الثلاثاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل "إسرائيل" الحرب على غزة، مما خلف أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل "إسرائيل" الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية